الهند هي بلد التعددية الفريدة و التنوع المذهل. و قد ارتبط هذا التنوع بطبيعتها الجغرافية
التي تتميز بتباينها الكبير من مكان لمكان و من بقعة إلى أخرى، فهناك الجبال ذات القيم
الجليدية و السهول المنخفضة و الصحارى الشاسعة و الوديان الخصبة و المروج الخضراء.
و كان من الطبيعي أن تنشأ في كنف هذه التضاريس المتباينة أنماط مختلفة من الحياة و
ثقافات و ديانات تعكس هذه الاختلافات الجغرافية.
إن بعض الديانات قد نشأت و تطورت في الهند مثل الديانات الهندوسية و البوذية و الجينية
و السيخية. و هناك توجد أيضا بعض الديانات الأخرى، التي ليس منشأها في الهند، بل جاءت
من خارجها و لكن ازدهرت فيها ازدهارا بالغا مثل الإسلام و المسيحية. و يبلغ الآن عدد
السكان الهنود أكثر بليون نسمة. و طبقا لإحصاء السكان الرسمي المنعقد في عام 2001م،
يشكل الهندوس 80,5% و المسلمون 13,4% و المسيحيون 2,3% و السيخيون 1,9% و الآخرون 1,8%
من المجموع.
ا
الديانة الهندوسية:
هي أقدم الديانات الحية في العالم. و يبلغ عدد تباعها نحو ملايين و يعيش معظمهم في
الهند. و ليس لديها أى مؤسس. و ليست هي في الحقيقة ديانة محددة ، بل نظاما أخلاقيا،
و تشتمل على الأوهام و التقاليد و العادات و السلوك، التي تخلق الصعب في تمييز بين
المبادئ الأساسية و غير الأساسية لها. و لم تحمل الهندوسية في طيها معنى الديانة، إلى
أن جاء الإنجليز و ألبسوها معنى المذهب الحقيقي، و اشتقت معنى الهندوسية من المناطق
الجغرافية العامرة في قرب بحر " اندس" ، و تطلق عليها أيضا ديانة " ويدانتك".
الكتب المقدسة:
ويد: هو من أهم الكتب المقدسة للهندوسية، و يشتمل على أقوال العرافين المثيرة و كلام
الحكماء ، الذين أدركوا معنى الألوهية مباشرة. يعتبر ويد كتابا سرمديا لا يمثل قطعات
شعرية مثالية فحسب، بل يتقدم بمعنى الحقيقة الألوهية بذاتها، كما يفهم هذا من خلال
الشعور العالية للعرافين، و هو كما يلي:
- ريك ويد
- يجور ويد
- سام ويد
- اتهر ويد
تحتوي جميع الكتب المذكورة أعلاه على مائة ألف شعر رائع.
أوبانيشاد: هو مجموعة من التعاليم و المعارف و التوجيهات من قبل المعلم المرشد لتلاميذه،
و تعرف بإسم " ويدانتا أو ختام ويداس" مشيرة إلى نهاية الفترة الويدكية و دالة على
تأوج التعاليم الويدكية. و يبلغ عددها مائة و ثمانية.
بالإضافة إلى " ويداس و أوبانيشاد"، أن الهندوسية لها كتب مقدسة أخرى بما فيها مجموعتان
للقصة البطولية الرائعة ، و تعرفان بـ " رامائن و مهابهارت". يتحدث كلاهما عن الحكمة
و الحزمة و تاريخ السلالة الحاكمة و يتركان أثرا عميقا على حياة الهندوس. و كتاب آخر
يسمى " بـ بهكوت غيتا" الذي يعتبر روح الفلسفة الهندوسية و جزءا من مهابهارت.
العقائد الأساسية:
- نظرية " براهما": هي حقيقة خالدة غير متغيرة ، تعم الكون بأجمعه.
- نظرية " آتما": هي الروح ، التي تعتبر خالدة لاتموت أبدا. مما يعني الإنسان يولد مرارا
و تكرارا في أشكال مختلفة، حتى يصبح كاملا.
- نظرية " كرما": هي تحتل مكانة مركزية في الحياة الهندوسية. و تحتوي على القدر و الأعمال
التي يقوم بها الفرد، و لا يجزى إلا مثل أعماله.
أهداف الحياة:
حسب النظرية الهندوسية، توجد أربعة أهداف للحياة و تسمى بـ "دهرما" و " كاما" و " أرتها"
و " وموكشا".
دهرما: يدل هذا على نظريات مثل العدل و الطهارة و العفة و الأخلاق و الصداقة و القانون
و الواجبات و ما إلى ذلك.
أرتها: يدل هذا على المال و الثروة، بحيث تقر به الهندوسية بشكل إيجابي شرطا على أنه
من اللازم أن يكون اكتسابه و استخدامه منسجما مع مبادئ " دهرما".
كاما: يدل هذا على التمتع الشهواني و يحتل مكانا بالغ الأهمية عند الهندوسية.
موكشا: يدل هذا على النجاة من الآلام و الأوجاع من الموت بذاته، و هو هدف نهائي لدى
الهندوس.
آشرم ( مراحل الحياة):
من معتقدات الهندوسية أن تنقسم الحياة البشرية إلى أربعة مراحل ، و هي كما يلي:
- "براهماتشاريه": مرحلة حصول العلم
- " غارهستا": مرحلة الحياة العائلية و الاجتماعية
- " وانابرستا": مرحلة قضاء الحياة مع زوجته في الغابة.
- " سنياسا": مرحلة الزهد و التقشف عن لذات الدنيا.
يحتوي كل من هذه المراحل على فترة ممتدة إلى 25 عاما. و لذلك تعتبر مدة مائة عام عند
الهندوسية حياة مثالية.
الطرق الثلاث للوصول إلى المرام:
تعتقد الديانة الهندوسية بشكل مؤكد بأنه لا بد للإنسان أن يبحث عن الحق و النور، و
بذلك تتخذ الهندوسية طرقا ثلاثا، لكي يمكن نيل هذه البغية. و هي كما يلي:
- العمل الصالح
- الإخلاص و التفاني
- العلم
الطبقات:
قد بدت طلائع التفاوت الطبقي في آخر العهد الويدي على أساس الحرف و الصنائع. و قبل
ميلاد المسيح بثلاثة قرون، ازدهرت في الهند الحضارة البرهمية، و وضع فيها مرسوم جديد
للمجتمع الهندي، و ألف فيه قانون مدني و سياسي اتفقت عليه البلاد، و أصبح قانونا رسميا
و مرجعا دينيا في حياة البلاد و مدنيتها ، و هو المعروف الآن " منو شاستر".
يقسم هذا القانون أهل البلاد إلى أربع طبقات ممتازة، و هي:
- البراهمة: طبقة الكهنة و رجال الدين
- شتري: رجال الحرب
- ويش: رجال الزراعة و التجارة
- شودر: رجال الخدمة
الديانة الجينية:
ظهرت الديانة الجينية على وجه الهند في القرن السادس قبل ميلاد المسيح. يقال إن الجينية
و البوذية ليستا ديانتين مستقلتين، بل كانتا حركتين إصلاحيتين في الديانة الهندوسية،
بحيث رفضتا سلطة الويد و البراهمة و كذلك التحيزات و التميزات الاجتماعية، و أصبحتا
فيما بعد ديانتين مستقلتين. و كان " مهاوير جين"، الذي ولد بمدينة " ويشالي" في شرق
الهند عام 599م، من أخر مصلحي الديانة الجينية و يبلغ عدد المصلحين لها أربع و عشرين.
العقائد الأساسية:
تقوم الديانة الجينية على سبع عقائد أساسية، تعرف أيضا بسبع حقائق لدى الجينية. هذه
هي- بلاريب- سبع نظريات تعبر عن الكون و مشاكل الحياة والأساسية و حلها، و نذكرها فيما
يلي:
- جيو (الروح): هي حقيقة تتزين في معناها الفطري بالعفة و الإدراك و الشعور و النزاهة
و الرقة و الأبدية و بذلك تتحرر من تناسخ الأرواح و العمل.
- أجيو (المادة غير الحية): هي حقيقة تحتل مكانا أبديا في الكون مثل الروح. و لو كانت
الأرواح لا تعد و لا تحصى ، و توجد أيضا في ناحية من نواحي الكون، لكن المادة تتمتع
بمكانتها الأولى في أشياء من غير ذوي الأرواح، يمكن مشاهدتها في مختلف أشكالها في جميع
أنحاء العالم. تتجرد المادة عن الإدراك و الشعور و تتصف بصفات غير مستحسنة في الكون
مثل الظلامة و الكدورة و مخالفة العفة و العلم و المعرفة.
- أسراو : خليط الروح بالمادة
- بانده : تصير الروح أسيرة المادة بسبب مزيج المادة بالروح.
- ساموار: يمكن كف الروح عن الاختلاط بالمادة.
- نيرجار: يمكن إزالة المادة الموجودة في الروح.
- موكشا: يمكن الحصول على النجاة بعد أن انفصلت الروح عن المادة كاملا.
التعاليم الجينية:
تقوم النجاة في الجينية مثل البوذية على جهود الإنسان و سعيه تماما بخلاف مشيئة الآلهة
و قرارات القوى الغيبية، و لذلك قد اقترحت خطط تفصيلية على أتباع الديانة الجينية،
لكي تتحرر الروح من براثن المادة. و من أجل حصول النجاة، تنقسم هذه الخطط إلى ثلاثة
أقسام، تعرف بالجواهر الثلاث، و هي كما يلي:
- سميك درشن (العقيدة الصحيحة)
- سميك غيان ( العلم الصحيح)
- سميك تشرتر ( العمل الصحيح)
من أهم التوجيهات الأخلاقية الأساسية لدى الجينية هي خمسة أمور (ورت) ، يتعهد متبعوا
الجينية بالمواظبة عليها طول حياتهم، و نذكرها فيما يلي:
- أهنسا (اللاعنف)
- ستيه (الصدق)
- أستيا (الاجتناب عن السرقة)
- براهم تشاريه (العفة)
- أبري غراها (الزهد في الدنيا)
الفرق الجينية:
توجد أربع فرق في الجينية و هي:
- ديغامبراس
- سويتامبراس
- سمياس
- تهيرابانتيس
الديانة البوذية:
إن البوذية لها تاريخ طويل يمتد إلى ألف عام في الهند، و نشأت فيها بسادسة قرون قبل
ميلاد المسيح. ازدهرت و تطورت في الهند ، حتى اعتنقها بعض الحكام مثل " أشوك" ، و لكن
الآن لا نجد أتباع هذه الديانة إلا قليلا، بل خرجت من مولدها الأصلي إلى البلدان الأخرى
مثل سري لنكا و اليابان و دول شرق آسيا. و الحق أنه لم يشكل مؤسسها " مهاتما غوتم بودها"
ديانة جديدة و نظاما حديثا للأخلاق و تفهيم ما وراء الطبيعة، بل تناول عديدا من أفكار
" أوبانيشاد" ، و ألبسه معنى جديدا، و قام بالإصلاح فيه، و وفقه مع مقتضيات العصر و
أفكاره.
تؤكد التعاليم البوذية أن العالم صيرورة متصلة، ليس عالم وجود و لا عالم عدم، و إنما
تغير دائم. الحياة معاناة و ابتلاء و مواجهة في صبر و حكمة و استنارة. سبيل المرء إليها
الانتصار على النفس، أى الانتصار على شهواتها و رغباتها ، فهذا هو الطريق الحق إلى
الحياة، الحياة الممتدة في صورة عود أبدي أو تناسخ عبر دورات تسميها ظاهريا " حياة
أو موت" مثلما نقول " يقظة و نوم". و ترى التعاليم البوذية أن التخلى عن كل ما نملك
هو سبيلنا إلى السعادة و الثراء الروحي و التحرير من أغلال الهوى و الرغبة. ,و أضافت
قائلة من يؤمن بالديانة البوذية، لا يشغل نفسه بالبحث عن حقيقه قصوى خارقة للطبيعة،
بل يعنيه الفعل الدنيوي الآن، و لكن دون النظر إليه هدفا، لأنه هو ذاته زائف. تتحقق
الحرية حين يتخلص تماما من دهارماس، أى حين يتحلص من موضوعات الفكر المادية و من كل
ما يربطه بها من أملاك و متاع. ليست الحياة حياة استرخاء، بل جد و مجاهدة و أدب و سعي
متصل دون أطماع و سفرة دائمة لا تنتهي.
من ملخص القول أن الديانة البوذية تركز على هذه الأمور التالية:
- الكلام الصحيح
- العمل الصحيح
- المعيشة الصحيحة
- السعى الصحيح
- الاستحضار الفكري الصحيح
- التركيز الصحيح
- الآراء الصحيحة
- الفكر الصحيح
الهدف المرموق لهذه الأمور هو نيل النجاة الكاملة (نروان).
الفرق البوذية:
توجد ثلاث فرق في البوذية، و هي:
- مهايان: تعتقد هذه الفرقة بألوهية بودها و النجاة للجميع، و تعبد تماثيل بودها من أشكالها
المختلفة.
-
هينايان: تعتقد هذه الفرقة بأصالة تعاليم بودها و تحقيق الخلاص للذات الوحيد، كما تؤكد
النجاة من خلال الانضباط و التأمل النفسي.
- واجرايان: تعتقد هذه الفرقة بتحقيق الخلاص عن طريق إحراز القوة الساحرة.
الديانة السيخية:
تأسست الديانة السيخية بولاية بنجاب قبل خمسة قرون من المسيح على أيدي " غورو نانك"،
الذي رفع صوته على الظلم و الجور السائدين في هذه المنطقة. كانت هذه الديانة في الحقيقة
حركة إصلاحية، دعت إلى الاتحاد بين المسلمين و الهندوس، و لكنها لبست لباس الديانة
تدريجيا، و تعتبر الآن ديانة مستقلة كاملة. و إن كلا من رجال و نساء، يؤمن بالوجود
الأبدي و الكتاب المقدس المعروف بـ "آدي غرنته" و عشرة معلمين و توجيهاتهم و إرشاداتهم،
و كذلك لا يؤمن بأي ديانة أخرى هو يعد من أتباع الديانة السيخية. لدى السيخية عشرة
معلمين (غورو):
- غورو نانك: هو أيضا مؤسس الديانة
- غورو أنغاد
- غورو أمرداس
- غورو رام داس
- غورو أرجون
- غورو هرغوبند
- غورو هار رائ
- غورو هاركيش
- غورو تيغ بهادور
- إغورو غوبند سنغ: هو المعلم الأخير، انتهت :ليه سلسة غورو. و أسس نظاما جديدا معروفا
بـ " خالصه". و أعطى لقبي " سنغ و كور". و ألزم أعضاء " خالصه" باتخاذ خمس شعارات معروفة
بـ" ك"، و هي كما يلي
- كيش ( الشعر الطويل)
- كنغا (المشط)
- كرا ( الحلقة الحديدة)
- كربان (السيف)
- كتشا (كلسون- اللباس الداخلي-)
الكتاب المقدس " غرنته": كان يعرف هذا الكتاب بإسم " آدي غرنته ". و ألفه أولا "بهائ
غورداس" بإشراف المعلم الخامس أرجون ديو و ضم إليه تأليفات أرجون و من سبقوه من المعلمين.
و تم وضع هذا الكتاب المقدس بشكل دائم في " المعبد الذهبي" بعد تكميله عام 1604م. و
قام غورو غوبند سنغ بتأليف نسخة نهائية للغرنته ، و تعرف بـ " غورو غرنته صاحب" و تعتبر
الآن نسخة موثوقا بها عند أصحاب الديانة السيخية. و تحتوي النسخة الموجودة لـ غرنته
على 1430 صفحة، و تنقسم إلى 33 بابا. ميزات الديانة السيخية: تتميز الديانة السيخية
بصفات عديدة، و من أهمها:
- تؤيد السيخية بنقاط متعددة معروفة بـ كرما ( العمل) و غيان (العلم) و موكتي (النجاة).
- يحتل المعلمون السيخيون أجل و أكبر رتبة من علماء الديانات الأخرى.
- بخلاف الهندوسية، تلزم السيخية أتباعها بأن يدافعوا عن عقائدهم و يكافحوا ضد الاضطهاد
في المجتمع.
- تركز السيخية على تعليم وحدة الوجود الخالصة.
- تعتقد الديانة السيخية بإله واحد (أونكار)، إما يكون مرئيا أو غير مرئيا، مع صفات عديدة
و أسماء مختلفة.
- لا تؤيد السيخية نظام الطبقات و الرسومات و التصنعات و عبادة الأصنام.
- تعتقد السيخية بأن المال و الثروة هما من مظاهر قدرة الله، و لكن في نفس الوقت يخلقان
أيضا خمسة مآثم في الإنسان، و هي كام ( التمتع النفسي) و كروده (الغضب) و لوبه (الحرص)
و موه (حب الدنيا) و أهنكار (الأنانية). تقول الديانة السيخية إنه لا يمكن إزالة هذه
العادات الكريهة المذكورة أعلاه إلا بكثرة الدعا و العبادة و المراقبة و خدمة الناس.
ا
لإسلام:
ظهر الإسلام في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي على يد محمد بن عبد الله،
الذي بدأ يدعو الناس إلى إعتناق عقيدة، تدعو إلى عبادة إله واحد وترك عبادة الأوثان.
الإسلام هو أحد الديانات السماوية الثلاثة والمعروفة بالديانات الإبراهيمية (اليهودية،
المسيحية، الإسلام)، وهي ثاني أكثر الديانات أتباعا في العالم.
وصل الإسلام إلي الهند مبكراً، وتمثل أول قدوم للإسلام عبر محور بحري ، انتقل الإسلام
عبره عن طريق التجار العرب، الذين تعاملوا مع مواني سواحل الهند، وأصبح في كل ميناء
أو مدينة اتصل بها العرب جماعة مسلمة. ولقد نشط هذا المحور البحري وانتقل الإسلام من
الساحل نحو الداخل في هضبة الدكن. و أما في شمال الهند، فدخل الإسلام إليها عن طريق
الفتح، وكانت أولى الغزوات التي قادها محمد بن القاسم الثقفي في سنة 92 هـ ، وشملت
الفتوح إقليم السند والبنجاب، وسقطت مدن عديدة في أيدي المسلمين ، واكتسح محمد بن القاسم
العديد من مناطق السند والبنجاب وأقام فيها دولا إسلامية.
والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الانقياد التام للخالق بالتوحيد والانقياد له بالطاعة
والبراءة من الشرك وأهله. فهو تسليم كامل من الإنسان لله تعالى في كل شؤون حياته. يؤمن
المسلمون أن الإسلام هو آخر الديانات السماوية، وأنها ناسخة لما قبلها كما ذكر في القرآن:
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ
لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا"
العقيدة الإسلامية:
وإن من أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد هو الله، وأنهم يتبعون الحنيفية
ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأن محمد عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء والرسل.
ويؤمن المسلمون بالملائكة وبجميع رسل الله السابقين وبالكتب السابقة واليوم الاخر والقضاء
والقدر والبعث بعد الموت . ويعتبر المسلمون القرآن هو الكتاب المنزل من عند الله على
محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق جبريل عليه السلام. والقرآن هو مصدر التشريع الإسلامي
الأول وتعتبر السنة النبوية هي المصدر الثاني في التشريع الاسلامي. أما اركان الاسلام
فهي خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إقامة الصلاة، إيتاء
الزكاة، صيام رمضان، والحج الى بيت الله الحرام.
المسيحية:
قد وصلت اليهودية و المسيحية إلى الهند قبل أن تصل إلى أوربا. لم تصل المسيحية إلى
الهند مع وصول التبشيري الأوربي، و وصلت إليها قبل 2000عاما تقريبا. و من المعتقد بأنه
قد وصل حواريان إلى الهند ، بحيث وصل القديس جوداس تهوماس إلى كيرالا بجنوب الهند و
القديس بارتهولوميو إلى غرب مهاراشترا بغرب الهند.
الديانة المسيحية ظهرت ببداية قيام المسيح بنشر رسالته في عام 25 ميلادي تقريبا حيث
ولد السيد المسيح في السنة الخامسة قبل الميلاد. هي إحدى الديانات السماوية التي يعتبر
يسوع المسيح الشخصية الأساسية فيها، ويعتبر المؤسس لها. تعتبر المسيحية أكثر الديانات
أتباعا في العالم. جذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب
اليهودية المقدس "التوراة"، الذي يدعى في المسيحية العهد القديم. الكتاب المقدس الأساسي
للمسيحية يطلق عليه اسم: الإنجيل أو العهد الجديد، وهو مجموعة التعاليم التي أتى بها
يسوع المسيح ونشرها بين أتباعه ثم قام تلاميذ المسيح الاثنا عشر بكتابة هذه التعاليم
و نشرها في الأصقاع.
يتفرع من المسيحية عدّة مذاهب ، أما مذاهبها الرئيسية فهي : الكاثوليكية، الأرثوذكسية،
وشتّى طوائف البروتوستانتيّة.
العقيدة المسيحية:
المفاهيم الرئيسية والخطوط العريضة للعقيدة المسيحية تستعرض التجسّد الإلهي في المسيح،
وصلب المسيح الذي أدّى الى موته فدية عن المؤمنين ولرفع خطية العالم، وقيامته المجيدة
فتعطي الإنسان الخاطئ فرصة للنجاة من جهنم ونوال الحياة الأبدية. وتتفق أغلب طوائف
المسيحية رغم تعددها على مذهب مسيحي يحتوي على النقاط الرئيسية التالية :
يؤمنون أن الثالوث إله واحد يتمثل في 3 اقانيم أو كينونات في ذات الله هي الآب، والابن،
والروح القدس و لا يعتبرونها مسألة جمع كما في الرياضيات و هو إله عجيب لا يدرك ولا
يحاط ولا يفهم إلا بالإيمان الذي يسمو فوق الفكر البشري المحدود. يؤمنون ان المسيح
هو كلمة الله الموجود مع الآب منذ الأزل تجسد من مريم العذراء بشراً فظهر إنسانا يأكل
ويشرب وينام ويتألم حتى يستطيع أن يموت عن الخطاة بجسده الطاهر من الخطية، فالمسيح
ليس ملاكاً و هو ليس بشرأ و لكنه الله المتجسد بشراً.
يؤمنون أن المسيح ولد من مريم العذراء بقوة روح الله عندما حلّ الروح القدس عليها .
فأخذ منها إنسانيته و تمم النبؤة القديمة بأنه هو نسل المرأة.
يؤمنون أن عيسي هو المسيح الذي انتظره اليهود و هو ووريث عرش داود وسيملك على بيت داود
إلى الأبد و الخلاص ليس لكل الناس ولا لكل البشرية بل لمن يؤمن فقط و أن لة معجزات
هي:
إقامة الأموات تفتيح أعين العمي
تطهير البرص
تسكين البحر
أطعام الألوف
يؤمنون أن المسيح سيأتي ثانيةً على السحاب ليختطف الكنيسة (جماعة المؤمنين) ليكونوا
معهُ كل حين في السماء.
يؤمنون أن الكتاب المقدس (لدي المسيحيين) هو كلام الله و بذلك فهو كلام مقدس.
يؤمنون أنه لا يوجد جنة أو جنات فنصيب المؤمن في عصر الكنيسة هو أنه سيكون مع المسيح
في بيت الآب إلى الأبد.
و ذكرت هناك ستة أديان رئيسية هم الهندوسية والبوذية والجينية والسيخية والمسيحية والإسلام، في حين أنها توجد أيضا الأديان الأخرى في الهند مثل الزراتشتية و اليهودية و ما إلى ذلك، و لقد شكلوا التنوع الثقافي للمنطقة.
**********************
محمد راشد كمال ( الخبير لدينا حول الهند)
البريد الاكتروني: rashid@t2office.com